فتحي الذاري
يوم القدس هو مناسبة سنوية تُحتفل بها شعوب العالم الإسلامي في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك. يركز هذا اليوم على تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في تحرير القدس، العاصمة الثقافية والدينية الهامة. يُعد يوم القدس رمزًا لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي والظلم، ويؤكد تضامن المسلمين مع القضية الفلسطينية، كونه يمثل فرصة لتسليط الضوء على معاناة الشعب تحت الاحتلال، ويعزز الدعوات للمطالبة بحقوقه المشروعة.
في ظل الأحداث الجارية، بما في ذلك "طوفان الأقصى"، يكتسب يوم القدس أهمية خاصة. يُعبر "طوفان الأقصى" عن المقاومة الفلسطينية ويؤكد الإرادة الجماعية للأمة الإسلامية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مركّزًا على ضرورة الوحدة في الدفاع عن المدينة المقدسة. يُجسد هذا اليوم البعد الأخلاقي والديني للقدس، حيث تُعتبر المدينة موقعًا مقدسًا للمسلمين بفضل معالمها الإسلامية الهامة، مثل المسجد الأقصى.
تم تدشين يوم القدس لأول مرة في آخر جمعة من رمضان، الموافق 24 رمضان عام 1399 هجري (17 أغسطس 1979)، إذ أُعلن عنه من قبل الإمام الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران. جاء هذا الاقتراح كجزء من استراتيجية لتعزيز الأبعاد الإسلامية لقضية فلسطين وتنسيق الجهود بين الدول الإسلامية.
منذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم يُحتفل به في العديد من الدول الإسلامية حول العالم، حيث تُنظم فيه المسيرات والنشاطات الثقافية والتوعوية التي تؤكد أهمية مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك. يُعتبر يوم القدس جزءًا لا يتجزأ من المقاومة والإرادة الحرة للشعوب الإسلامية، مُؤكدًا معاني التضامن والوحدة في مواجهة الظلم والمصير المشترك الذي تجمعه القضية الفلسطينية.
يتطلع العالم في هذا اليوم نحو الحرية والعدالة، مؤكدين أن القدس ستبقى في قلوبهم وعقولهم حتى تتحقق العدالة وتحرر الأرض الفلسطينية. إن الاحتفال بيوم القدس يعدُّ فجرًا جديدًا لوحدة الجهود لمواجهة الاحتلال، ويُبرز استمرار المقاومة والتأكيد على أن القدس ستظل قضية مركزية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.